هوان الدنيا
ولنتأمل قوله تعالى: ((كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ))[التوبة:69] فكم خلاقهم من هذه الدنيا؟! {لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء}. فكم سيكون نصيب الواحد منا من جناح البعوضة؟! وكم سيكون نصيب أمريكا من جناح البعوضة، إذا كانت كل الدنيا بما فيها -مذ خلقها الله إلى أن يرثها ومن عليها- لا تعدل جناح بعوضة؟ ومع ذلك يتهافت الناس عليها، وقد خاض فيها الأولون: الفراعنة، والآشوريون، والبابليون، والفينيقيون، والكنعانيون، وأمم غيرهم، كما يقول ربنا تعالى: ((وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا))[الفرقان:38]، ويقول وقوله جل ذكره: ((وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ))[إبراهيم:9]، وأمم نعلمهم وأمم لا نعلمهم، ثم جاءت من بعدهم الأمتان: فارس والروم، فخاضوا، ثم جاءت هذه الأمة فخاضت كما خاضوا.. شهوات، ومتاعاً، واشتغالاً بزخارف الحياة الدنيا، ونسياناً لله وللآخرة.